إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
(
إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية ) دلالة ملجئة إلى الإيمان أو بلية قاسرة عليه . (
فظلت أعناقهم لها خاضعين ) منقادين وأصله فظلوا لها خاضعين فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع وترك الخبر على أصله .
وقيل لما وصفت الأعناق بصفات العقلاء أجريت مجراهم . وقيل المراد بها الرؤساء أو الجماعات من قولهم :
جاءنا عنق من الناس لفوج منهم ، وقرئ «خاضعة » وظلت عطف على ( ننزل ) عطف وأكن على فأصدق لأنه لو قيل أنزلنا بدله لصح .
(
وما يأتيهم من ذكر ) موعظة أو طائفة من القرآن . (
من الرحمن ) يوحيه إلى نبيه . (
محدث ) مجدد إنزاله لتكرير التذكير وتنويع التقرير . (
إلا كانوا عنه معرضين ) إلا جددوا إعراضا عنه وإصرارا على ما كانوا عليه .
(
فقد كذبوا ) أي بالذكر بعد إعراضهم وأمعنوا في تكذيبه بحيث أدى بهم إلى الاستهزاء به المخبر به عنهم ضمنا في قوله : (
فسيأتيهم ) أي إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة . (
أنباء ما كانوا به يستهزئون ) من أنه كان حقا أم باطلا ، وكان حقيقا بأن يصدق ويعظم قدره أو يكذب فيستخف أمره .