قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل
(
قال كلا فاذهبا بآياتنا ) إجابة له إلى الطلبتين بوعده لدفع بلائهم اللازم ردعه عن الخوف ، وضم أخيه إليه في الإرسال ، والخطاب في (
فاذهبا ) على تغليب الحاضر لأنه معطوف على الفعل الذي يدل عليه
[ ص: 135 ]
(
كلا ) كأنه قيل : ارتدع يا
موسى عما تظن فاذهب أنت والذي طلبته . (
إنا معكم ) يعني
موسى وهارون وفرعون . (
مستمعون ) سامعون لما يجري بينكما وبينه فأظهركما عليه ، مثل نفسه تعالى بمن حضر مجادلة قوم استماعا لما يجري بينهم وترقبا لإمداد أوليائه منهم ، مبالغة في الوعد بالإعانة ، ولذلك تجوز بالاستماع الذي هو بمعنى الإصغاء للسمع الذي هو مطلق إدراك الحروف والأصوات ، وهو خبر ثان أو الخبر وحده ( معكم ) لغو .
(
فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ) أفرد الرسول لأنه مصدر وصف به فإنه مشترك بين المرسل والرسالة ، قال الشاعر :
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم . . . بسر ولا أرسلتهم برسول
ولذلك ثنى تارة وأفرد أخرى ، أو لاتحادهما للأخوة أو لوحدة المرسل والمرسل به ، أو لأنه أراد أن كل واحد منا .
(
أن أرسل معنا بني إسرائيل ) أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإرسال المتضمن معنى القول ، والمراد خلهم ليذهبوا معنا إلى الشام .