كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون كتب عليكم القتال وهو كره لكم شاق عليكم مكروه طبعا، وهو مصدر نعت به للمبالغة، أو فعل بمعنى مفعول كالخير. وقرئ بالفتح على أنه لغة فيه كالضعف والضعف، أو بمعنى الإكراه على المجاز كأنهم أكرهوا عليه لشدته وعظم مشقته كقوله تعالى:
حملته أمه كرها ووضعته كرها .
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وهو جميع ما كلفوا به، فإن الطبع يكرهه وهو مناط صلاحهم وسبب فلاحهم.
وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم وهو جميع ما نهوا عنه، فإن النفس تحبه وتهواه وهو يفضي بها إلى الردى، وإنما ذكر (عسى) لأن النفس إذا ارتاضت ينعكس الأمر عليها.
والله يعلم ما هو خير لكم.
وأنتم لا تعلمون ذلك، وفيه دليل على أن الأحكام تتبع المصالح الراجحة وإن لم يعرف عينها.