قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين
(
قال هذه ناقة ) أي بعد ما أخرجها الله من الصخرة بدعائه كما اقترحوها . (
لها شرب ) نصيب من الماء كالسقي والقيت للحظ من السقي والقوت وقرئ بالضم . (
ولكم شرب يوم معلوم ) فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها في شربها .
(
ولا تمسوها بسوء ) كضرب وعقر . (
فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) عظم اليوم لعظم ما يحل فيه ، وهو أبلغ من تعظيم العذاب .
(
فعقروها ) أسند العقر إلى كلهم لأن عاقرها إنما عقرها برضاهم ولذلك أخذوا جميعا . (
فأصبحوا نادمين ) على عقرها خوفا من حلول العذاب لا توبة ، أو عند معاينة العذاب ولذلك لم ينفعهم .
(
فأخذهم العذاب ) أي العذاب الموعود . (
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) في نفي الإيمان عن أكثرهم في هذا المعرض إيماء بأنه لو آمن أكثرهم أو شطرهم لما أخذوا بالعذاب ، وإن
قريشا إنما عصموا من مثله ببركة من آمن منهم .