قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين
(
قال نكروا لها عرشها ) بتغيير هيئته وشكله . (
ننظر ) جواب الأمر ، وقرئ بالرفع على الاستئناف .
(
أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون ) إلى معرفته أو الجواب الصواب ، وقيل إلى الإيمان بالله ورسوله إذا رأت تقدم عرشها وقد خلفته مغلقة عليه الأبواب موكلة عليها الحراس .
(
فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ) تشبيها عليها زيادة في امتحان عقلها إذ ذكرت عنده بسخافة العقل .
(
قالت كأنه هو ) ولم تقل هو هو لاحتمال أن يكون مثله وذلك من كمال عقلها . (
وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين ) من تتمة كلامها كأنها ظنت أنه أراد بذلك اختبار عقلها وإظهار معجزة لها فقالت : وأوتينا العلم بكمال قدرة الله وصحة نبوتك قبل هذه الحالة ، أو المعجزة مما تقدم من الآيات . وقيل إنه من كلام
سليمان عليه السلام وقومه وعطفوه على جوابها لما فيه من الدلالة على إيمانها بالله ورسوله حيث جوزت أن يكون ذلك عرشها تجويزا غالبا ، وإحضاره ثمة من المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله تعالى ولا تظهر إلا على يد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، أي وأوتينا العلم بالله وقدرته وصحة ما جاء به من عنده قبلها وكنا منقادين لحكمه ولم نزل على دينه ، ويكون غرضهم فيه التحدث بما أنعم الله عليهم من التقدم في ذلك شكرا لله تعالى .
[ ص: 162 ]