فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون
(
فإن لم يستجيبوا لك ) دعاءك إلى الإتيان بالكتاب الأهدى فحذف المفعول للعلم به ، ولأن فعل الاستجابة يعدى بنفسه إلى الدعاء وباللام إلى الداعي ، فإذا عدي إليه حذف الدعاء غالبا كقوله :
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا . . . فلم يستجبه عند ذاك مجيب
(
فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ) إذ لو اتبعوا حجة لأتوا بها . (
ومن أضل ممن اتبع هواه ) استفهام بمعنى النفي . (
بغير هدى من الله ) في موضع الحال للتأكيد أو التقييد ، فإن هوى النفس قد يوافق الحق . (
إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الذين ظلموا أنفسهم بالانهماك في اتباع الهوى .
(
ولقد وصلنا لهم القول ) أتبعنا بعضه بعضا في الإنزال ليتصل التذكير ، أو في النظم لتتقر الدعوة بالحجة والمواعظ بالمواعيد والنصائح بالعبر . (
لعلهم يتذكرون ) فيؤمنون ويطيعون .
[ ص: 181 ]