ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون
(
ويوم يناديهم ) عطف على يوم القيامة أو منصوب باذكر . (
فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) أي الذين كنتم تزعمونهم شركائي ، فحذف المفعولان لدلالة الكلام عليهما .
(
قال الذين حق عليهم القول ) بثبوت مقتضاه وحصول مؤداه وهو قوله تعالى : (
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) وغيره من آيات الوعيد . (
ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) أي هؤلاء الذين أغويناهم فحذف الراجع إلى الموصول . (
أغويناهم كما غوينا ) أي أغويناهم فغووا غيا مثل ما غوينا ، وهو استئناف للدلالة على أنهم غووا باختيارهم وأنهم لم يفعلوا بهم إلا وسوسة وتسويلا ، ويجوز أن يكون ( الذين ) صفة
[ ص: 183 ]
و ( أغويناهم ) الخبر لأجل ما اتصل به فإفادة زيادة على الصفة وهو وإن كان فضلة لكنه صار من اللوازم .
(
تبرأنا إليك ) منهم ومما اختاروه من الكفر هوى منهم ، وهو تقرير للجملة المتقدمة ولذلك خلت عن العاطف وكذا . (
ما كانوا إيانا يعبدون ) أي ما كانوا يعبدوننا ، وإنما كانوا يعبدون أهواءهم . وقيل ما مصدرية متصلة بـ ( تبرأنا ) أي تبرأنا من عبادتهم إيانا .