فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون
(
فأما من تاب ) من الشرك . (
وآمن وعمل صالحا ) . وجمع بين الإيمان والعمل الصالح . (
فعسى أن يكون من المفلحين ) عند الله وعسى تحقيق على عادة الكرام ، أو ترج من التائب بمعنى فليتوقع أن يفلح .
(
وربك يخلق ما يشاء ويختار ) لا موجب عليه ولا مانع له . (
ما كان لهم الخيرة ) أي التخير كالطيرة بمعنى التطير ، وظاهرة نفي الاختيار عنهم رأسا والأمر كذلك عند التحقيق ، فإن اختيار العباد مخلوق باختيار الله منوط بدواع لا اختيار لهم فيها ، وقيل المراد إنه ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ولذلك خلا عن العاطف ، ويؤيده ما روي أنه نزل في قولهم (
لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) . وقيل (
ما ) موصولة مفعول لـ ( يختار ) والراجع إليه محذوف والمعنى : ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة أي الخير والصلاح . (
سبحان الله ) تنزيه له أن ينازعه أحد أو يزاحم اختياره اختيار . (
وتعالى عما يشركون ) عن إشراكهم أو مشاركة ما يشركونه به .