وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون
(
وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) فإن ظهور هذا الكتاب الجامع لأنواع العلوم
[ ص: 197 ]
الشريفة على أمي لم يعرف بالقراءة والتعلم خارق للعادة ، وذكر اليمين زيادة تصوير للمنفي ونفي للتجوز في الإسناد . (
إذا لارتاب المبطلون ) أي لو كنت ممن يخط ويقرأ لقالوا لعله تعلمه أو التقطه من كتب الأولين الأقدمين ، وإنما سماهم مبطلين لكفرهم أو لارتيابهم بانتفاء وجه واحد من وجوه الإعجاز المتكاثرة ، وقيل لارتاب أهل الكتاب لوجدانهم نعتك على خلاف ما في كتبهم فيكون إبطالهم باعتبار الواقع دون المقدر .
(
بل هو ) بل القرآن (
آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) يحفظونه لا يقدر أحد على تحريفه .
(
وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ) المتوغلون في الظلم بالمكابرة بعد وضوح دلائل إعجازها حتى لم يعتدوا بها .