ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير
(
ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ) إلا كخلقها وبعثها إذ لا يشغله شأن عن شأن لأنه يكفي لوجود الكل تعلق إرادته الواجبة مع قدرته الذاتية كما قال ( إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) .
(
إن الله سميع ) يسمع كل مسموع (
بصير ) يبصر كل مبصر لا يشغله إدراك بعضها عن بعض فكذلك الخلق .
(
ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري ) كل من النيرين يجري في فلكه . (
إلى أجل مسمى ) إلى منتهى معلوم الشمس إلى آخر السنة والقمر إلى آخر الشهر .
وقيل إلى يوم القيامة والفرق بينه وبين قوله (
لأجل مسمى ) أن الـ ( أجل ) ها هنا منتهى الجري وثمة غرضه حقيقة أو مجازا وكلا المعنيين حاصل في الغايات . (
وأن الله بما تعملون خبير ) عالم بكنهه .
(
ذلك ) إشارة إلى الذي ذكر من سعة العلم وشمول القدرة وعجائب الصنع واختصاص الباري بها .
(
بأن الله هو الحق ) بسبب أنه الثابت في ذاته الواجب من جميع جهاته ، أو الثابت إلهيته . ( وأن ما تدعون من دونه ) الباطل المعدوم في حد ذاته لأنه لا يوجد ولا يتصف إلا بجعله أو الباطل إلهيته ، وقرأ البصريان والكوفيون غير
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر بالياء . (
وأن الله هو العلي الكبير ) مترفع على كل شيء ومتسلط عليه .