فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون
(
فأقبلوا إليه ) إلى
إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد ما رجعوا فرأوا أصنامهم مكسرة وبحثوا عن كاسرها فظنوا أنه هو كما شرحه في قوله: (
من فعل هذا بآلهتنا ) الآية. ( يزفون ) يسرعون من زفيف النعام. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة على بناء المفعول من أزفه أي يحملون على الزفيف. وقرئ «يزفون» أي يزف بعضهم بعضا، و «يزفون» من وزف يزف إذا أسرع و «يزفون» من زفاه إذا حداه كأن بعضهم يزفو بعضا لتسارعهم إليه (
قال أتعبدون ما تنحتون ) ما تنحتونه من الأصنام.
(
والله خلقكم وما تعملون ) أي وما تعملونه فإن جوهرها بخلقه وشكلها وإن كان بفعلهم، ولذلك جعل من أعمالهم فبإقداره إياهم عليه وخلقه ما يتوقف عليه فعلهم من الدواعي والعدد، أو عملكم بمعنى معمولكم ليطابق ما تنحتون، أو أنه بمعنى الحدث فإن فعلهم إذا كان بخلق الله تعالى فيهم كان مفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك، وبهذا المعنى تمسك أصحابنا على خلق الأعمال ولهم أن يرجحوه على الأولين لما فيهما من حذف أو مجاز.