وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم
(
وقال إني ذاهب إلى ربي ) إلى حيث أمرني ربي وهو
الشام، أو حيث أتجرد فيه لعبادته. (
سيهدين ) إلى ما فيه صلاح ديني أو إلى مقصدي، وإنما بت القول لسبق وعده أو لفرط توكله، أو البناء على عادته معه ولم يكن كذلك حال
موسى عليه الصلاة والسلام حين (
قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) فلذلك ذكر بصيغة التوقع.
(
رب هب لي من الصالحين ) بعض الصالحين يعينني على الدعوة والطاعة ويؤنسني في الغربة، يعني الولد لأن لفظ الهبة غالب فيه ولقوله:
[ ص: 15 ] (
فبشرناه بغلام حليم ) بشره بالولد وبأنه ذكر يبلغ أوان الحلم، فإن الصبي لا يوصف بالحلم ويكون حليما وأي حلم مثل حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح وهو مراهق فقال: (
ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) . وقيل: ما نعت الله نبيا بالحلم لعزة وجوده غير
إبراهيم وابنه عليهما الصلاة والسلام، وحالهما المذكورة بعد تشهد عليه.