وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق
(
وانطلق الملأ منهم ) وانطلق أشراف قريش من مجلس
أبي طالب بعدما بكتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. (
أن امشوا ) قائلين بعضهم لبعض ( امشوا ) . (
واصبروا ) واثبتوا. (
على آلهتكم ) على عبادتها فلا ينفعكم مكالمته، و ( أن ) هي المفسرة لأن الانطلاق عن مجلس التقاول يشعر بالقول. وقيل: المراد بالانطلاق الاندفاع في القول، و ( امشوا ) من مشت المرأة إذا كثرت أولادها ومنه الماشية أي اجتمعوا، وقرئ بغير ( أن ) وقرئ «يمشون أن اصبروا». (
إن هذا لشيء يراد ) إن هذا الأمر لشيء من ريب الزمان يراد بنا فلا مرد له، أو أن هذا الذي يدعيه من التوحيد أو يقصده من الرئاسة، والترفع على
العرب والعجم لشيء يتمنى أو يريده كل أحد، أو أن دينكم لشيء يطلب ليؤخذ منكم.
(
ما سمعنا بهذا ) بالذي يقوله. (
في الملة الآخرة ) في الملة التي أدركنا عليها آباءنا، أو في ملة
عيسى عليه الصلاة والسلام التي هي آخر الملل فإن النصارى يثلثون. ويجوز أن يكون حالا من هذا أي ما سمعنا من أهل الكتاب ولا الكهان بالتوحيد كائنا في الملة المترقبة. (
إن هذا إلا اختلاق ) كذب اختلقه.