قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين [ ص: 34 ] قل هو أي ما أنبأتكم به من أني نذير من عقوبة من هذه صفته وأنه واحد في ألوهيته، وقيل ما بعده من نبأ
آدم. نبأ عظيم أنتم عنه معرضون لتمادي غفلتكم فإن العاقل لا يعرض عن مثله كيف وقد قامت عليه الحجج الواضحة، أما على التوحيد فما مر، وأما على النبوة فقوله:
ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون فإن إخباره عن تقاول الملائكة وما جرى بينهم على ما ورد في الكتب المتقدمة من غير سماع ومطالعة كتاب لا يتصور إلا بالوحي، وإذ متعلق بـ علم أو بمحذوف إذ التقدير من علم بكلام الملأ الأعلى.
إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين أي لأنما كأنه لما جوز أن الوحي يأتيه بين بذلك ما هو المقصود به تحقيقا لقوله:
إنما أنا منذر ويجوز أن يرتفع بإسناد يوحى إليه، وقرئ إنما بالكسر على الحكاية.