صفحة جزء
إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين بدل من إذ يختصمون مبين له فإن القصة التي دخلت إذ عليها مشتملة على تقاول الملائكة وإبليس في خلق آدم عليه السلام، واستحقاقه للخلافة والسجود على ما مر في «البقرة» ، غير أنها اختصرت اكتفاء بذلك واقتصارا على ما هو المقصود منها، وهو إنذار المشركين على استكبارهم على النبي عليه الصلاة والسلام بمثل ما حاق بإبليس على استكباره على آدم عليه السلام، هذا ومن الجائز أن يكون مقاولة الله تعالى إياهم بواسطة ملك، وأن يفسر «الملأ الأعلى» بما يعم الله تعالى والملائكة.

فإذا سويته عدلت خلقته. ونفخت فيه من روحي وأحييته بنفخ الروح فيه، وإضافته إلى نفسه لشرفه وطهارته. فقعوا له فخروا له. ساجدين تكرمة وتبجيلا له وقد مر الكلام فيه في «البقرة» .

فسجد الملائكة كلهم أجمعون

إلا إبليس استكبر تعظم. وكان وصار. من الكافرين باستنكاره أمر الله تعالى واستكباره عن المطاوعة، أو كان منهم في علم الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية