واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم القرآن أو المأمور به دون المنهي عنه، أو العزائم دون الرخص أو الناسخ دون المنسوخ، ولعله ما هو أنجى وأسلم كالإنابة والمواظبة على الطاعة.
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون بمجيئه فتتداركوا.
أن تقول نفس كراهة أن تقول وتنكير ( نفس ) لأن القائل بعض الأنفس أو للتكثير كقول
الأعشى: ورب بقيع لو هتفت بجوه ... أتاني كريم ينفض الرأس مغضبا
يا حسرتا وقرئ بالياء على الأصل.
على ما فرطت بما قصرت.
في جنب الله في جانبه أي في حقه وهو طاعته. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13840سابق البربري: أما تتقين الله في جنب وامق ... له كبد حرى عليك تقطع
وهو كناية فيها مبالغة كقوله:
إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضربت على ابن الحشرج
وقيل: ذاته على تقدير مضاف كالطاعة وقيل في قربه من قوله تعالى:
والصاحب بالجنب وقرئ «في ذكر الله» .
وإن كنت لمن الساخرين المستهزئين بأهله ومحل إن كنت نصب على الحال كأنه قال: فرطت وأنا ساخر.
[ ص: 47 ]