وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد [ ص: 60 ] وإذ يتحاجون في النار واذكر وقت تخاصمهم فيها ويحتمل العطف على غدوا.
فيقول الضعفاء للذين استكبروا تفصيل له.
إنا كنا لكم تبعا تباعا كخدم في جمع خادم أو ذوي تبع بمعنى أتباع على الإضمار أو التجوز.
فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار بالدفع أو الحمل، ونصيبا مفعول به لما دل عليه مغنون أوله بالتضمين أو مصدر كشيئا في قوله:
لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا
فيكون من صلة لـ مغنون.
قال الذين استكبروا إنا كل فيها نحن وأنتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا، وقرئ «كلا» على التأكيد لأنه بمعنى كلنا وتنوينه عوض عن المضاف إليه، ولا يجوز جعله حالا من المستكن في الظرف فإنه لا يعمل في الحال المتقدمة كما يعمل في الظرف المتقدم كقولك: كل يوم لك ثوب.
إن الله قد حكم بين العباد بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ولا معقب لحكمه.