فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون فاصبر إن وعد الله بهلاك الكافرين.
حق كائن لا محالة.
فإما نرينك فإن نرك، وما مزيدة لتأكيد الشرطية ولذلك لحقت النون الفعل ولا تلحق مع إن وحدها.
بعض الذي نعدهم وهو القتل والأسر.
أو نتوفينك قبل أن تراه.
فإلينا يرجعون يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم، وهو جواب نتوفينك، وجواب نرينك محذوف مثل فذاك، ويجوز أن يكون جوابا لهما بمعنى إن نعذبهم في حياتك أو لم نعذبهم فإنا نعذبهم في الآخرة أشد العذاب، ويدل على شدته الاقتصار بذكر الرجوع في هذا المعرض.
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك إذ قيل عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والمذكور قصصهم أشخاص معدودة.
وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإن المعجزات عطايا قسمها بينهم على ما اقتضته حكمته كسائر القسم، ليس لهم اختيار في إيثار بعضها والاستبداد بإتيان المقترح بها.
فإذا جاء أمر الله بالعذاب في الدنيا أو الآخرة.
قضي بالحق بإنجاء المحق وتعذيب المبطل.
وخسر هنالك المبطلون المعاندون باقتراح الآيات بعد ظهور ما يغنيهم عنها.