وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض عن الشكر.
ونأى بجانبه وانحرف عنه أو ذهب بنفسه وتباعد عنه بكليته تكبرا، والجانب مجاز عن النفس كالجنب في قوله:
في جنب الله وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض كثير مستعار مما له عرض متسع للإشعار بكثرته واستمراره، وهو أبلغ من الطويل إذ الطول أطول
[ ص: 75 ] الامتدادين، فإذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله.
قل أرأيتم أخبروني.
إن كان أي القرآن.
من عند الله ثم كفرتم به من غير نظر واتباع دليل.
من أضل ممن هو في شقاق بعيد أي من أضل منكم، فوضع الموصول موضع الضمير شرحا لحالهم وتعليلا لمزيد ضلالهم.