فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم فاطر السماوات والأرض خبر آخر ل ذلكم أو مبتدأ خبره.
جعل لكم وقرئ بالجر على البدل من الضمير أو الوصف لـ إلى الله.
من أنفسكم من جنسكم.
أزواجا نساء.
ومن الأنعام أزواجا أي وخلق للأنعام من جنسها أزواجا، أو خلق لكم من الأنعام أصنافا أو ذكورا وإناثا.
يذرؤكم يكثركم من الذرء وهو البث وفي معناه الذر والذرو والضمير على الأول للناس، والأنعام على تغليب المخاطبين
[ ص: 78 ] العقلاء.
فيه في هذا التدبير وهو جعل الناس والأنعام أزواجا يكون بينهم توالد، فإنه كالمنبع للبث والتكثير.
ليس كمثله شيء أي ليس مثله شيء يزاوجه ويناسبه، والمراد من مثله ذاته كما في قولهم:
مثلك لا يفعل كذا، على قصد المبالغة في نفيه عنه فإنه إذا نفى عمن يناسبه ويسد مسده كان نفيه عنه أولى، ونظيره قول
رقيقة بنت صيفي في سقيا
عبد المطلب: ألا وفيهم الطيب الطاهر لذاته. ومن قال الكاف فيه زائدة لعله عنى أنه يعطى معنى ليس مثله غير أنه آكد لما ذكرناه. وقيل: «مثله» صفته أي ليس كصفته صفة.
وهو السميع البصير لكل ما يسمع ويبصر.
له مقاليد السماوات والأرض خزائنها.
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يوسع ويضيق على وفق مشيئته.
إنه بكل شيء عليم فيفعله على ما ينبغي.