أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ترك متابعة الهدى إلى متابعة الهوى فكأنه يعبده، وقرئ «آلهة هواه» لأنه كان أحدهم يستحسن حجرا فيعبده فإذا رأى أحسن منه رفضه إليه.
وأضله الله وخذله.
على علم عالما بضلاله وفساد جوهر روحه.
وختم على سمعه وقلبه فلا يبالي بالمواعظ ولا يتفكر في الآيات.
وجعل على بصره غشاوة فلا ينظر بعين الاستبصار والاعتبار، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي «غشوة».
فمن يهديه من بعد الله من بعد إضلاله.
أفلا تذكرون وقرئ «تتذكرون».
وقالوا ما هي ما الحياة أو الحال.
إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها.
نموت ونحيا أي نكون أمواتا نطفا وما قبلها ونحيا بعد ذلك، أو نموت بأنفسنا ونحيا ببقاء أولادنا، أو يموت بعضنا ويحيا بعضنا، أو يصيبنا الموت والحياة فيها وليس وراء ذلك حياة ويحتمل أنهم أرادوا به التناسخ فإنه عقيدة أكثر عبدة الأوثان.
وما يهلكنا إلا الدهر إلا مرور الزمان وهو في الأصل مدة بقاء العالم من دهره إذا غلبه.
وما لهم بذلك من علم يعني نسبة الحوادث إلى حركات الأفلاك وما يتعلق بها على الاستقلال، أو إنكار البعث أو كليهما.
إن هم إلا يظنون إذ لا دليل لهم عليه وإنما قالوه بناء على التقليد والإنكار لما لم يحسوا به.
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات واضحات الدلالة على ما يخالف معتقدهم أو مبينات له.
ما كان حجتهم ما كان لهم متشبث يعارضونها به.
إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين وإنما سماه حجة على حسبانهم ومساقهم، أو على أسلوب قولهم: تحية بينهم ضرب وجيع. فإنه لا يلزم من عدم حصول الشيء حالا امتناعه مطلقا.