قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما قل للمخلفين من الأعراب كرر ذكرهم بهذا الاسم مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف.
ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد بني حنيفة أو غيرهم ممن ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المشركين فإنه قال:
تقاتلونهم أو يسلمون أي يكون أحد الأمرين إما المقاتلة أو الإسلام لا غير كما دل عليه قراءة «أو يسلموا» ، ومن عداهم يقاتل حتى يسلم أو يعطي الجزية. وهو يدل على إمامة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله عنه إذا لم تتفق هذه الدعوة لغيره إلا إذا صح أنهم
ثقيف وهوازن فإن ذلك كان في عهد النبوة. وقيل:
فارس والروم ومعنى يسلمون ينقادون ليتناول تقبلهم الجزية.
فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا هو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة.
وإن تتولوا كما توليتم من قبل عن
الحديبية. يعذبكم عذابا أليما لتضاعف جرمكم.
ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج لما أوعد على التخلف نفى الحرج عن هؤلاء المعذورين استثناء لهم عن الوعيد.
ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار فصل الوعد وأجمل الوعيد مبالغة في الوعد لسبق رحمته، ثم جبر ذلك بالتكرير على سبيل التعميم فقال:
ومن يتول يعذبه عذابا أليما إذ الترهيب ها هنا أنفع من الترغيب، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ندخله ونعذبه بالنون.