وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت سكرة الموت بالحق لما ذكر استبعادهم البعث للجزاء وأزاح ذلك بتحقيق قدرته وعلمه أعلمهم بأنهم يلاقون ذلك عن قريب عند الموت وقيام الساعة، ونبه على اقترابه بأن عبر عنه بلفظ الماضي، وسكرة الموت شدته الذاهبة بالعقل والباء للتعدية كما في قولك: جاء زيد بعمرو. والمعنى وأحضرت سكرة الموت حقيقة الأمر أو الموعود الحق، أو الحق الذي ينبغي أن يكون من الموت أو الجزاء، فإن الإنسان خلق له أو مثل الباء في تنبت بالدهن. وقرئ «سكرة الحق بالموت» على أنها لشدتها اقتضت الزهوق أو لاستعقابها له كأنها جاءت به، أو على أن الباء بمعنى مع. وقيل سكرة الحق سكرة الله وإضافتها إليه للتهويل. وقرئ «سكرات الموت».
ذلك أي الموت.
ما كنت منه تحيد تميل وتنفر عنه والخطاب للإنسان.
ونفخ في الصور يعني نفخة البعث.
ذلك يوم الوعيد أي وقت ذلك يوم تحقق الوعيد وإنجازه والإشارة إلى مصدر نفخ.