وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ملكان أحدهما يسوقه والآخر يشهد بعمله، أو ملك جامع للوصفين. وقيل: السائق كاتب السيئات، والشهيد كاتب الحسنات. وقيل: السائق نفسه أو قرينه والشهيد جوارحه أو أعماله، ومحل معها النصب على الحال من كل لإضافته إلى ما هو في حكم المعرفة.
لقد كنت في غفلة من هذا على إضمار القول والخطاب لكل نفس إذ ما من أحد إلا وله اشتغال ما عن الآخرة أو للكفار.
فكشفنا عنك غطاءك الغطاء الحاجب لأمور المعاد، وهو الغفلة والانهماك في المحسوسات والإلف بها وقصور النظر عليها.
فبصرك اليوم حديد نافذ لزوال المانع للإبصار. وقيل:
[ ص: 142 ] الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام والمعنى: كنت في غفلة من أمر الديانة فكشفنا عنك غطاء الغفلة بالوحي وتعليم القرآن، فبصرك اليوم حديد ترى ما لا يرون وتعلم ما لا يعلمون. ويؤيد الأول قراءة من كسر التاء والكافات على خطاب النفس.