علمت نفس ما قدمت وأخرت يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم علمت نفس ما قدمت من عمل أو صدقة.
وأخرت من سيئة أو تركة، ويجوز أن يراد بالتأخير التضييع وهو جواب إذا.
يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم أي شيء خدعك وجرأك على عصيانه، وذكر الكريم للمبالغة في المنع عن الاغترار فإن محض الكرم لا يقتضي إهمال الظالم وتسوية الموالي والمعادي والمطيع والعاصي، فكيف إذا انضم إليه صفة القهر والانتقام والإشعار بما به يغره الشيطان، فإنه يقول له: افعل ما شئت فربك كريم لا يعذب أحدا ولا يعاجل بالعقوبة، والدلالة على أن كثرة كرمه تستدعي الجد في طاعته لا الانهماك في عصيانه اغترارا بكرمه.