فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى [ ص: 318 ] فأنذرتكم نارا تلظى تتلهب.
لا يصلاها لا يلزمها مقاسيا شدتها.
إلا الأشقى إلا الكافر فإن الفاسق وإن دخلها لا يلزمها ولذلك سماه أشقى ووصفه بقوله:
الذي كذب وتولى أي كذب الحق وأعرض عن الطاعة.
وسيجنبها الأتقى الذي اتقى الشرك والمعاصي فإنه لا يدخلها فضلا عن أن يدخلها ويصلاها، ومفهوم ذلك أن من اتقى الشرك دون المعصية لا يجنبها ولا يلزم ذلك صليها فلا يخالف الحصر السابق.
الذي يؤتي ماله يصرفه في مصارف الخير لقوله:
يتزكى فإنه بدل من يؤتي أو حال من فاعله.