ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم يعني أهل الكتاب قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقيل:
ناس من اليهود جاءوا بأطفالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هل على هؤلاء ذنب قال لا قالوا: والله ما نحن إلا كهيئتهم ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل، وما عملنا بالليل كفر عنا بالنهار. وفي معناهم من زكى نفسه وأثنى عليها. بل الله يزكي من يشاء تنبيه على أن تزكيته تعالى هي المعتد بها دون تزكية غيره، فإنه العالم بما ينطوي عليه الإنسان من حسن وقبيح، وقد ذمهم وزكى المرتضين من عباده المؤمنين. وأصل التزكية نفي ما يستقبح فعلا أو قولا.
ولا يظلمون بالذم أو العقاب على تزكيتهم أنفسهم بغير حق.
فتيلا أدنى ظلم وأصغره، وهو الخيط الذي في شق النواة يضرب به المثل في الحقارة.
انظر كيف يفترون على الله الكذب في زعمهم أنهم أبناء الله وأزكياء عنده.
وكفى به بزعمهم هذا أو بالافتراء.
إثما مبينا لا يخفى كونه مأثما من بين آثامهم.