قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا نفوا دخولهم على التأكيد والتأبيد. ما
داموا فيها بدل من أبدا بدل البعض.
فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون قالوا ذلك استهانة بالله ورسوله وعدم مبالاة بهما، وقيل تقديره اذهب أنت وربك يعينك.
قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي قاله شكوى بثه وحزنه إلى الله سبحانه وتعالى لما خالفه قومه وأيس منهم، ولم يبق معه موافق يثق به غير
هارون عليه السلام، والرجلان المذكوران وإن كانا يوافقانه لم يثق عليهما لما كابد من تلون قومه، ويجوز أن يراد بأخي من يواخيني في الدين فيدخلان فيه، ويحتمل نصبه عطفا على نفسي، أو على اسم أن ورفعه عطفا على الضمير في لا أملك، أو على محل إن واسمها، وجره عند الكوفيين عطفا على الضمير في نفسي.
فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين بأن تحكم لنا بما نستحقه وتحكم عليهم بما يستحقونه، أو بالتبعيد بيننا وبينهم وتخليصنا من صحبتهم.