ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس مكتوبا في ورق.
فلمسوه بأيديهم فمسوه، وتخصيص اللمس لأن التزوير لا يقع فيه فلا يمكنهم أن يقولوا إنما سكرت أبصارنا، ولأنه يتقدمه الإبصار حيث لا مانع، وتقييده بالأيدي لدفع التجوز فإنه قد يتجوز به للفحص كقوله: وأنا لمسنا السماء
لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين تعنتا وعنادا.
وقالوا لولا أنزل عليه ملك هلا أنزل معه ملك يكلمنا أنه نبي كقوله:
لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر جواب لقولهم وبيان هو المانع مما اقترحوه والخلل فيه، والمعنى أن الملك لو أنزل بحيث عاينوه كما اقترحوا لحق إهلاكهم فإن سنة الله قد جرت بذلك فيمن قبلهم.
ثم لا ينظرون بعد نزوله طرفة عين.