وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون وأقسموا بالله جهد أيمانهم مصدر في موقع الحال، والداعي لهم إلى هذا القسم والتأكيد فيه التحكم على الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب الآيات واستحقار ما رأوا منها.
لئن جاءتهم آية من مقترحاتهم.
ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء وليس شيء منها بقدرتي وإرادتي.
وما يشعركم وما يدريكم استفهام إنكار.
أنها أي أن الآية المقترحة.
إذا جاءت لا يؤمنون أي لا تدرون أنهم لا يؤمنون، أنكر السبب مبالغة في نفي المسبب، وفيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى إنما لم ينزلها لعلمه بأنها إذا جاءت لا يؤمنون بها، وقيل لا مزيدة وقيل أن بمعنى لعل إذ قرئ لعلها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب إنها بالكسر كأنه قال: وما يشعركم ما يكون منهم، ثم أخبركم بما علم منهم والخطاب للمؤمنين فإنهم يتمنون مجيء الآية طمعا في إيمانهم، فنزلت. وقيل للمشركين إذ قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة «لا تؤمنون».
[ ص: 178 ] بالتاء وقرئ: «وما يشعرهم أنها إذا جاءتهم» فيكون إنكارا لهم على حلفهم أي: وما يشعرهم أن قلوبهم حينئذ لم تكن مطبوعة كما كانت عند نزول القرآن وغيره من الآيات فيؤمنون بها.
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم عطف على لا يؤمنون أي: وما يشعركم أنا حينئذ نقلب أفئدتهم عن الحق فلا يفقهونه، وأبصارهم فلا يبصرونه فلا يؤمنون بها.
كما لم يؤمنوا به أي بما أنزل من الآيات.
أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون وندعهم متحيرين لا نهديهم هداية المؤمنين. وقرئ. «ويقلب» و «يذرهم» على الغيبة، و «تقلب» على البناء للمفعول والإسناد إلى الأفئدة.