قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون قل فلله الحجة البالغة البينة الواضحة التي بلغت غاية المتانة والقوة على الإثبات، أو بلغ بها صاحبها صحة دعواه وهي من الحج بمعنى القصد كأنها تقصد إثبات الحكم وتطلبه.
فلو شاء لهداكم أجمعين بالتوفيق لها والحمل عليها ولكن شاء هداية قوم وضلال آخرين.
قل هلم شهداءكم أحضروهم، وهو اسم فعل لا يتصرف عند أهل
الحجاز، وفعل يؤنث ويجمع عند
بني تميم وأصله عند البصريين: ها لم من لم إذا قصد حذفت الألف لتقدير السكون في اللام فإنه الأصل، وعند الكوفيين هل أم فحذفت الهمزة بإلقاء حركتها على اللام، وهو بعيد لأن هل لا تدخل الأمر ويكون متعديا كما في الآية ولازما كقوله هلم إلينا.
الذين يشهدون أن الله حرم هذا يعني قدوتهم فيه استحضرهم ليلزمهم الحجة ويظهر بانقطاعهم ضلالتهم وأنه لا متمسك لهم كمن يقلدهم، ولذلك قيد الشهداء بالإضافة ووصفهم بما يقتضي العهد بهم.
فإن شهدوا فلا تشهد معهم فلا تصدقهم فيه وبين لهم فساده فإن تسليمه موافقة لهم في الشهادة الباطلة.
ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا من وضع المظهر موضع المضمر للدلالة على أن مكذب الآيات متبع الهوى لا غير، وأن متبع الحجة لا يكون إلا مصدقا بها.
والذين لا يؤمنون بالآخرة كعبدة الأوثان.
وهم بربهم يعدلون يجعلون له عديلا.