إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان لمة منه ، وهو اسم فاعل من طاف يطوف كأنها طافت بهم ودارت حولهم فلم تقدر أن تؤثر فيهم ، أو من طاف به الخيال يطيف طيفا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب « طيف » على أنه مصدر أو تخفيف طيف كلين وهين ، والمراد بالشيطان الجنس ولذلك جمع ضميره .
تذكروا ما أمر الله به ونهى عنه .
فإذا هم مبصرون بسبب التذكر مواقع الخطإ ومكايد الشيطان فيتحرزون عنها ولا يتبعونه فيها ، والآية تأكيد وتقرير لما قبلها وكذا قوله :
وإخوانهم يمدونهم أي وإخوان الشياطين الذين لم يتقوا بمدهم الشياطين .
في الغي بالتزيين والحمل عليه ، وقرئ « يمدونهم » من أمد و « يمادونهم » كأنهم يعينونهم بالتسهيل والإغراء وهؤلاء يعينونهم بالاتباع والامتثال .
ثم لا يقصرون ثم لا يمسكون عن إغوائهم حتى يردوهم ، ويجوز أن يكون الضمير للإخوان أي لا يكفون عن الغي ولا يقصرون كالمتقين ، ويجوز أن يراد بالـ« الإخوان » الشياطين ويرجع الضمير إلى الجاهلين فيكون الخبر جاريا على ما هو له .