إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم إنما المؤمنون أي الكاملون في الإيمان .
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فزعت لذكره استعظاما له وتهيبا من جلاله . وقيل هو الرجل يهم بمعصية فيقال له اتق الله فينزع عنها خوفا من عقابه . وقرئ « وجلت » بالفتح وهي لغة ، وفرقت أي خافت .
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا لزيادة المؤمن به ، أو لاطمئنان النفس ورسوخ اليقين بتظاهر الأدلة ، أو بالعمل بموجبها وهو قول من قال الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بناء على أن العمل داخل فيه .
وعلى ربهم يتوكلون يفوضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه .
[ ص: 50 ] الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون .
أولئك هم المؤمنون حقا لأنهم حققوا إيمانهم بأن ضموا إليه مكارم أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل ، ومحاسن أفعال الجوارح التي هي العيار عليها من الصلاة والصدقة ، و
حقا صفة مصدر محذوف أو مصدر مؤكد كقوله : «
هو عبد الله حقا » .
لهم درجات عند ربهم كرامة وعلو منزلة .
وقيل درجات الجنة يرتقونها بأعمالهم .
ومغفرة لما فرط منهم .
ورزق كريم أعد لهم في الجنة لا ينقطع عدده ولا ينتهي أمده .