فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون فإذا انسلخ انقضى ، وأصل الانسلاخ خروج الشيء مما لابسه من سلخ الشاة .
الأشهر الحرم التي أبيح للناكثين أن يسيحوا فيها . وقيل هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم وهذا مخل بالنظم مخالف للإجماع فإنه يقتضي بقاء
حرمة الأشهر الحرم إذ ليس فيما نزل بعد ما ينسخها .
فاقتلوا المشركين الناكثين .
حيث وجدتموهم من حل أو حرم .
وخذوهم وأسروهم ، والأخيذ الأسير .
واحصروهم واحبسوهم أو حيلوا بينهم وبين المسجد الحرام .
واقعدوا لهم كل مرصد كل ممر لئلا يتبسطوا في البلاد ، وانتصابه على الظرف .
فإن تابوا عن الشرك بالإيمان .
وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة تصديقا لتوبتهم وإيمانهم .
[ ص: 72 ] فخلوا سبيلهم فدعوهم ولا تتعرضوا لهم بشيء من ذلك ، وفيه دليل على أن
تارك الصلاة ومانع الزكاة لا يخلى سبيله .
إن الله غفور رحيم تعليل للأمر أي فخلوهم لأن الله غفور رحيم غفر لهم ما قد سلف وعدلهم الثواب بالتوبة .
وإن أحد من المشركين المأمور بالتعرض لهم .
استجارك استأمنك وطلب منك جوارك .
فأجره فأمنه .
حتى يسمع كلام الله ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر .
ثم أبلغه مأمنه موضع أمنه إن لم يسلم ، وأحد رفع بفعل يفسره ما بعده لا بالابتداء لأن إن من عوامل الفعل .
ذلك الأمن أو الأمر .
بأنهم قوم لا يعلمون ما الإيمان وما حقيقة ما تدعوهم إليه فلا بد من أمانهم ريثما يسمعون ويتدبرون .