يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير يا أيها النبي جاهد الكفار بالسيف .
والمنافقين بإلزام الحجة وإقامة الحدود .
واغلظ عليهم في ذلك ولا تحابهم .
ومأواهم جهنم وبئس المصير مصيرهم .
يحلفون بالله ما قالوا روي
أنه صلى الله عليه وسلم أقام في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المتخلفين فقال الجلاس بن سويد : لئن كان ما يقول محمد لإخواننا حقا لنحن شر من الحمير ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحضره فحلف بالله ما قاله فنزلت فتاب الجلاس وحسنت توبته . ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وأظهروا الكفر بعد إظهار الإسلام .
وهموا بما لم ينالوا من فتك الرسول ، وهو أن خمسة عشر منهم توافقوا عند مرجعه من
تبوك أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذ تسنم العقبة بالليل ، فأخذ
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها
nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة خلفها يسوقها ، فبينما هما كذلك إذ سمع
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بوقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح فقال إليكم إليكم يا أعداء الله فهربوا ، أو إخراجه وإخراج المؤمنين من
المدينة أو بأن يتوجوا
nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن أبي وإن لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وما نقموا وما أنكروا أو ما وجدوا ما يورث نقمتهم .
إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن أكثر أهل
المدينة كانوا محاويج في ضنك من العيش ، فلما قدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أثروا بالغنائم وقتل
للجلاس مولى فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بديته اثني عشر ألفا فاستغنى . والاستثناء مفرغ من أعم المفاعيل أو العلل .
فإن يتوبوا يك خيرا لهم وهو الذي حمل الجلاس على التوبة والضمير في
يك [ ص: 90 ] للتوب .
وإن يتولوا بالإصرار على النفاق .
يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة بالقتل والنار .
وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير فينجيهم من العذاب .