أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون
16 -
أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم "أم" منقطعة، والهمزة فيها للتوبيخ على وجود الحسبان، أي: لا تتركون على ما أنتم عليه حتى يتبين الخلص منكم، وهم الذين جاهدوا في سبيل الله لوجه الله
ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة أي: بطانة من الذين يضادون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ولما: معناها التوقع، وقد دلت على أن تبين ذلك
[ ص: 669 ] متوقع كائن، وأن الذين لم يخلصوا دينهم لله يميز بينهم وبين المخلصين.
ولم يتخذوا معطوف على
جاهدوا داخل في حيز الصلة، كأنه قيل: ولما يعلم الله المجاهدين منكم والمخلصين، غير المتخذين وليجة من دون الله، والمراد بنفي العلم: نفي المعلوم، كقولك: ما علم الله مني ما قيل في، تريد: ما وجد ذلك مني. والمعنى: أحسبتم أن تتركوا بلا مجاهدة، ولا براءة من المشركين
والله خبير بما تعملون من خير أو شر، فيجازيكم عليه.