يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنـزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون
35 - ومعنى قوله:
يوم يحمى عليها في نار جهنم أن النار تحمى عليها، أي: توقد، وإنما ذكر الفعل; لأنه مسند إلى الجار والمجرور، أصله: يوم تحمى النار عليها، فلما حذفت النار قيل: "يحمى" لانتقال الإسناد عن النار إلى "عليها" كما تقول: رفعت القصة إلى الأمير، فإن لم تذكر القصة قلت: رفع إلى الأمير.
فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم وخصت هذه الأعضاء; لأنهم كانوا إذا أبصروا الفقير عبسوا، وإذا ضمهم وإياه مجلس ازوروا عنه،
[ ص: 678 ] وتولوا بأركانهم، وولوه ظهورهم، أو معناه: يكون على الجهات الأربع: مقاديمهم، ومآخيرهم، وجنوبهم.
هذا ما كنـزتم لأنفسكم يقال لهم: هذا ما كنزتموه لتنتفع به نفوسكم، وما علمتم أنكم كنزتموه لتستضر به أنفسكم، وهو توبيخ.
فذوقوا ما كنتم تكنزون أي: وبال المال الذي كنتم تكنزونه، أو وبال كونكم كانزين.