لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا
55 - ولما نزلت آية الحجاب؛ قال الآباء والأبناء والأقارب: يا رسول الله: أونحن أيضا نكلمهن من وراء حجاب؟! فنزل:
لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ؛ أي: نساء المؤمنات؛
ولا ما ملكت أيمانهن ؛ أي: لا إثم عليهن في ألا يحتجبن من هؤلاء؛ ولم يذكر العم؛ والخال؛ لأنهما يجريان مجرى الوالدين؛ وقد جاءت تسمية العم أبا؛ قال الله (تعالى):
وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ؛ وإسماعيل عم يعقوب .
وعبيدهن؛ عند الجمهور كأجانب؛ ثم نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب؛ وفي هذا النقل فضل تشديد؛ كأنه قيل:
واتقين الله ؛ فيما أمرتن به من الاحتجاب؛ وأنزل فيه الوحي من الاستتار؛ واحتطن فيه؛
إن الله كان على كل شيء شهيدا ؛ عالما؛ قال ابن عطاء: "الشهيد": الذي يعلم خطرات القلوب؛ كما يعلم حركات الجوارح .