ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون
123 - ثم ذكرهم ما يوجب عليهم التوكل مما يسر لهم من الفتح يوم
بدر، [ ص: 289 ] وهم في حال قلة وذلة فقال:
ولقد نصركم الله ببدر وهو اسم ماء بين
مكة والمدينة كان لرجل يسمى
بدرا، فسمي به، أو ذكر
بدرا بعد
أحد للجمع بين الصبر والشكر
وأنتم أذلة لقلة العدد -فإنهم كانوا ثلثمائة وبضعة عشر، وكان عدوهم زهاء ألف مقاتل- والعدد فإنهم خرجوا على النواضح، يعتقب النفر منهم على البعير الواحد، وما كان معهم إلا فرس واحد، ومع عدوهم مائة فرس، والشكة والشوكة. جاء بجمع القلة، وهو "أذلة"; ليدل على أنهم على ذلتهم كانوا قليلا
فاتقوا الله في الثبات مع رسوله
لعلكم تشكرون بتقواكم ما أنعم الله به عليكم من النصر.