إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنـزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون
14 -
إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ؛ أي: أتوهم من كل جانب؛ وعملوا فيهم كل حيلة؛ فلم يروا منهم إلا الإعراض؛ وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: "أنذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الأمم؛ وعذاب الآخرة"؛ أن ؛ بمعنى: أي: أو مخففة من الثقيلة؛ أصله: "بأنه"؛
ألا تعبدوا إلا الله قالوا ؛ أي: القوم؛
لو شاء ربنا ؛ إرسال الرسل؛ فمفعول "شاء"؛ محذوف؛
لأنـزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ؛ معناه: فإذا أنتم بشر؛ ولستم بملائكة؛ فإنا لا نؤمن بكم؛ وبما جئتم به؛ وقوله: "أرسلتم به"؛ ليس بإقرار بالإرسال؛ وإنما هو على كلام الرسل؛ وفيه تهكم؛ كما قال فرعون:
إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ؛ وقولهم: "فإنا بما أرسلتم به كافرون"؛ خطاب منهم
لهود؛ وصالح؛ ولسائر الأنبياء الذين دعوا إلى الإيمان بهم؛ روي
أن قريشا بعثوا عقبة بن ربيعة؛ وكان أحسنهم حديثا؛ ليكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وينظر ما يريد؛ فأتاه وهو في الحطيم؛ فلم يسأل شيئا إلا أجابه؛ ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - السورة إلى قوله: مثل صاعقة عاد وثمود فناشده بالرحم؛ وأمسك على فيه؛ ووثب مخافة أن يصب عليهم العذاب؛ فأخبرهم به؛ وقال: لقد عرفت السحر؛ والشعر؛ فوالله ما هو بساحر؛ ولا بشاعر؛ فقالوا: لقد صبأت؛ أما فهمت منه كلمة؛ فقال: لا؛ ولم أهتد إلى جوابه؛ فقال nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون: ذلك والله لتعلموا أنه من رب العالمين .
ثم بين ما ذكر من صاعقة
عاد وثمود؛ فقال: