[ ص: 251 ] الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز
19 -
الله لطيف بعباده ؛ في إيصال المنافع؛ وصرف البلاء؛ من وجه يلطف إدراكه؛ وهو بر؛ بليغ البر بهم؛ قد توصل بره إلى جميعهم؛ وقيل: هو من لطف بالغوامض علمه؛ وعظم عن الجرائم حلمه؛ أو من ينشر المناقب؛ ويستر المثالب؛ أو يعفو عمن يهفو؛ أو يعطي العبد فوق الكفاية؛ ويكلفه الطاعة دون الطاقة؛ وعن الجنيد: "لطف بأوليائه فعرفوه؛ ولو لطف بأعدائه ما جحدوه"؛
يرزق من يشاء ؛ أي: يوسع رزق من يشاء؛ إذا علم مصلحته فيه؛ في الحديث:
(إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الغنى؛ ولو أفقرته لأفسده ذلك؛ وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الفقر؛ ولو أغنيته لأفسده ذلك)؛ وهو القوي ؛ الباهر القدرة؛ الغالب على كل شيء؛
العزيز ؛ المنيع؛ الذي لا يغلب .