يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم
14 -
يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم ؛ أي: إن من الأزواج أزواجا يعادين بعولتهن؛ ويخاصمنهم؛ ومن الأولاد أولادا يعادون آباءهم؛ ويعقونهم؛
فاحذروهم ؛ الضمير للعدو؛ أي: للأزواج؛ والأولاد؛ جميعا؛ أي: لما علمتم أن هؤلاء لا يخلون من عدو؛ فكونوا منهم على حذر؛ ولا تأمنوا غوائلهم وشرهم؛
وإن تعفوا ؛ عنهم؛ إذا اطلعتم منهم على عداوة؛ ولم تقابلوهم بمثلها؛
وتصفحوا ؛ تعرضوا عن التوبيخ؛
وتغفروا ؛ تستروا ذنوبهم؛
فإن الله غفور رحيم ؛ يغفر لكم ذنوبكم؛ ويكفر عنكم سيئاتكم؛ قيل: إن ناسا أرادوا الهجرة عن
مكة؛ فثبطهم أزواجهم؛ وأولادهم؛ وقالوا: تنطلقون وتضيعوننا؛ فرقوا لهم؛ ووقفوا؛ فلما هاجروا بعد ذلك؛ ورأوا الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين؛
[ ص: 494 ] أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم؛ وأولادهم؛ فزين لهم العفو .