فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
65 -
فلا وربك أي: فوربك، كقوله:
فوربك لنسألنهم [الحجر: 92] و "لا" مزيدة لتأكيد معنى القسم، وجواب القسم
لا يؤمنون أو التقدير "فلا" أي: ليس الأمر كما يقولون، ثم قال:
وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فيما اختلف بينهم واختلط، ومنه: الشجر; لتداخل أغصانه.
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ضيقا
مما قضيت أي: لا تضيق صدورهم من حكمك، أو شكا; لأن الشاك في ضيق من أمره
[ ص: 371 ] حتى يلوح له اليقين
ويسلموا تسليما وينقادوا لقضائك انقيادا، وحقيقته: سلم نفسه له وأسلمها، أي: جعلها سالمة له، أي: خالصة، و "تسليما" مصدر مؤكد للفعل بمنزلة تكريره، كأنه قيل: وينقادوا لحكمك انقيادا لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم. والمعنى: لا يكونون مؤمنين حتى يرضوا بحكمك وقضائك.