إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا
40 -
إنا أنذرناكم ؛ أيها الكفار؛
عذابا قريبا ؛ في الآخرة؛ لأن ما هو آت
[ ص: 594 ] قريب؛
يوم ينظر المرء ؛ الكافر؛ لقوله: "إنا أنذرناكم عذابا قريبا"؛
ما قدمت يداه ؛ من الشر؛ كقوله:
وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم ؛ وتخصيص الأيدي لأن أكثر الأعمال تقع بها؛ وإن احتمل ألا يكون للأيدي مدخل فيما ارتكب من الآثام؛
ويقول الكافر ؛ وضع الظاهر موضع المضمر لزيادة الذم؛ أو "المرء"؛ عام؛ وخص منه الكافر؛ و"ما قدمت يداه": ما عمل من خير؛ وشر؛ أو هو المؤمن؛ لذكر الكافر بعده؛ وما قدم من خير؛ و"ما"؛ استفهامية؛ منصوبة بـ "قدمت"؛ أي: "ينظر أي شيء قدمت يداه"؛ أو موصولة؛ منصوبة بـ "ينظر"؛ يقال: "نظرته"؛ يعني: "نظرت إليه"؛ والراجع من الصلة محذوف؛ أي: "ما قدمته"؛
يا ليتني كنت ترابا ؛ في الدنيا؛ فلم أخلق؛ ولم أكلف؛ أو: يا ليتني كنت ترابا في هذا اليوم؛ فلم أبعث؛ وقيل:
"يحشر الله الحيوان غير المكلف؛ حتى يقتص للجماء من القرناء؛ ثم يرده ترابا؛ فيود الكافر حاله"؛ وقيل: "الكافر إبليس؛ يتمنى أن يكون
كآدم؛ مخلوقا من التراب؛ ليثاب ثواب أولاده المؤمنين".