قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل
60 -
قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله أي: ثوابا، وهو نصب على التمييز، والمثوبة وإن كانت مختصة بالإحسان، ولكنها وضعت موضع العقوبة، كقوله:
فبشرهم بعذاب أليم [آل عمران: 21] وكان اليهود يزعمون أن المسلمين مستوجبون للعقوبة، فقيل لهم:
من لعنه الله شر عقوبة في الحقيقة من أهل الإسلام في زعمكم. و "ذلك" إشارة إلى المتقدم، أي:
[ ص: 458 ] الإيمان، أي: بشر مما نقمتم من إيماننا ثوابا، أي: جزاء، ولا بد من حذف مضاف قبله، أو قبل "من" تقديره: بشر من أهل ذلك، أو دين من لعنه الله،
وغضب عليه وجعل منهم القردة يعني: أصحاب السبت
والخنازير أي: كفار أهل مائدة
عيسى عليه السلام، أو كلا المسخين من أصحاب السبت، فشبانهم مسخوا قردة، ومشايخهم مسخوا خنازير
وعبد الطاغوت أي: العجل، أو الشيطان; لأن عبادتهم العجل بتزيين الشيطان، وهو عطف على صلة من، كأنه قيل: ومن عبد الطاغوت (وعبد الطاغوت)
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، جعله اسما موضوعا للمبالغة، كقولهم: رجل حذر، وفطن، للبليغ في الحذر، والفطنة. وهو معطوف على القردة والخنازير، أي: جعل الله منهم عبد الطاغوت
أولئك الممسوخون، الملعونون.
شر مكانا جعلت الشرارة للمكان، وهي لأهله مبالغة.
وأضل عن سواء السبيل عن قصد الطريق الموصل إلى الجنة.