إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
69 -
إن الذين آمنوا بألسنتهم، وهم المنافقون، ودل عليه قوله:
لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم [المائدة: 41]
والذين هادوا والصابئون والنصارى قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه، وجميع البصريين: ارتفع الصابئون بالابتداء، وخبره محذوف، والنية به التأخير عما في حيز "إن" من اسمها وخبرها، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون كذلك، أي: من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم فقدمه وحذف الخبر، كقوله:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب
أي: فإني لغريب، وقيار كذلك، ودل اللام على أنه خبر إن، ولا يرتفع بالعطف على محل إن واسمها; لأن ذا لا يصح قبل الفراغ من الخبر،
[ ص: 463 ] لا تقول: إن زيدا وعمرو منطلقان، وإنما يجوز: إن زيدا منطلق وعمرو. والصابئون مع خبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: "إن الذين آمنوا" إلى آخره. ولا محل لها، كما لا محل للتي عطفت عليها، وفائدة التقديم: التنبيه على أن الصابئين -وهم أبين هؤلاء المعدودين ضلالا، وأشدهم غيا- يتاب عليهم إن صح منهم الإيمان، فما الظن بغيرهم؟! ومحل "من آمن" الرفع على الابتداء، وخبره
فلا خوف عليهم والفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط، ثم الجملة كما هي خبر "إن" والراجع إلى اسم إن محذوف، تقديره: من آمن منهم.