فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم
96 -
فالق الإصباح هو مصدر سمي به الصبح، أي: شاق عمود الصبح
[ ص: 524 ] عن سواد الليل، أو خالق نور النهار (وجعل الليل) كوفي; لأن اسم الفاعل الذي قبله بمعنى المضي، فلما كان فالق بمعنى فلق عطف عليه جعل لتوافقهما معنى
سكنا مسكونا فيه، من قوله:
لتسكنوا فيه [يونس: 67]. أي: ليسكن فيه الخلق عن كد المعيشة إلى نوم الغفلة، أو عن وحشة الخلق إلى الأنس بالحق.
والشمس والقمر انتصبا بإضمار فعل يدل عليه "جاعل الليل" أي: وجعل الشمس والقمر
حسبانا أي: جعلهما على حسبان; لأن حساب الأوقات يعلم بدورهما وسيرهما، والحسبان بالضم- مصدر حسب، كما أن الحسبان بالكسر- مصدر حسب
ذلك إشارة إلى جعلهما حسبانا، أي: ذلك التسيير بالحساب المعلوم
تقدير العزيز الذي قهرهما، وسخرهما
العليم بتدبيرهما، وتدويرهما.