قوله عز وجل:
إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
الضمير في قوله: "إنه" عائد على الله تعالى، وفي هذه الآية تهديد، أي: يعلم جميع الأشياء الواقعة منكم، وهو بالمرصاد في الجزاء عليها.
وقرأ
يحيى بن عامر : "وإن أدري لعله" "وإن أدري أقريب" بفتح الياء فيهما، وأنكر
nindex.php?page=showalam&ids=13492ابن مجاهد فتح هذه الياء، ووجهه
أبو الفتح .
[ ص: 209 ] قوله تعالى: "لعله" الضمير فيه عائد على الإملاء لهم، وصفح الله تعالى عن عذابهم، وتمادي النعمة عليهم. و "فتنة" معناها: امتحان وابتلاء، و "المتاع" ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا.
ثم أمره الله تعالى أن يقول على جهة الدعاء:
رب احكم بالحق ، والدعاء بهذا ها هنا فيه توعد، أي: إن الحق إنما هو نصرتي عليكم، وأمر الله تعالى بهذا الدعاء دليل على الإجابة والعدة بها.
وقرأت فرقة: "رب احكم"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر بن القعقاع : "رب" بالرفع على المنادى المفرد، وقرأت فرقة: "ربي أحكم" على وزن أفعل، وذلك على الابتداء والخبر، وقرأت فرقة: "ربي أحكم" على أنه فعل ماض، ومعاني هذه القراءات بينة.
ثم توكل في آخر الآية واستعان بالله تعالى، وقرأ جمهور القراء: "قل رب احكم"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم - فيما روي عنه -: "قال رب احكم". وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر وحده: "على ما يصفون" بالياء، وقرأ الباقون والناس: "على ما تصفون" بالتاء من فوق على المخاطبة.
كمل تفسير سورة الأنبياء والحمد لله رب العالمين