قوله عز وجل:
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون
المعنى: ليس الأمر كما يقولون من نسبتهم إلى الله تعالى ما لا يليق به، بل أتيناهم. وقرأ
ابن أبي إسحاق : "آتيناهم" على الخطاب
لمحمد صلى الله عليه وسلم، و"لكاذبون" يراد به: فيما ذكروا الله تعالى به من الصاحبة والولد والشريك، وفي قوله تعالى:
وما كان معه من إله دليل التمانع، وهذا هو الفساد الذي تضمنه قوله تعالى:
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ، والجزء المخترع محال أن يتعلق به قدرتان فصاعدا، ولو اختلف إلهان في إرادة فمحال نفوذهما ومحال عجزهما، فإذا انفردت إرادة الواحد فهو العالي والآخر ليس بإله، فإن قيل: نقدرهما لا يختلفان في إرادة قيل: ذلك يعرض فإذا جوزه الكفار قامت الحجة عليهم فإن ما التزم جوازه جار في الحجة مجرى ما التزم وقوعه.
وقوله تعالى: "إذا" جواب لمحذوف تقديره: لو كان معه إله إذا لذهب كل إله. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير :
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : "عالم الغيب" بكسر الميم اتباعا للمكتوبة في قوله: "سبحان الله"، وقرأ الباقون
وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : "عالم الغيب" بالرفع، والمعنى: هو عالم، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : الجر أجود ليكون الكلام من وجه واحد، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : ووجه الرفع أن الكلام قد انقطع.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
والابتداء عندي أبرع.
[ ص: 318 ] والفاء في قوله تعالى: "فتعالى" عاطفة بالمعنى، كأنه قال: "عالم الغيب والشهادة فتعالى"، وهذا كما تقول: زيد شجاع فعظمت منزلته، أي: شجع فعظمت، ويحتمل أن يكون المعنى: فأقول تعالى عما يشركون على إخبار مؤتنف، و "الغيب": ما غاب عن الناس، و "الشهادة": ما شهدوه.