قوله عز وجل:
الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم
اختلف المتأولون في الموصوف في هذه الآية بالخبيث والطيب، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : هي الأقوال والأفعال، ثم اختلفت هذه الجماعة، فقال بعضهم: المعنى: الكلمات والفعلات الخبيثات لا يقولها ويرضاها إلا الخبيثات من الناس، فهي لهم وهم لها بهذا الوجه، وكذلك الطيبات للطيبين، وقال بعضهم: المعنى: الكلمات والفعلات الخبيثات لا تليق ولا تلصق عند رمي الرامي وقذف القاذف إلا بالخبيثين من الناس، فهي لهم وهم لها بهذا الوجه.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : الموصوف بالخبيث والطيب النساء والرجال، وإنما الآية على نحو التي تقدمت وهي قوله تعالى:
الزاني لا ينكح إلا زانية ، فمعنى هذه: التفريق بين حكم
عبد الله بن أبي وأشباهه وبين حكم النبي عليه الصلاة والسلام وفضلاء الصحابة رضوان الله عليهم وأمته، أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم طيب فلم يجعل الله له إلا كل طيبة، وأولئك خبيثون فهم أهل النساء الخبيثات.
[ ص: 367 ] قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وبهذه الآية قيل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: الطيبات المبرآت.
وقوله تعالى: "أولئك" إشارة إلى "الطيبين" في قوله:
والطيبون للطيبات . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش : الإشارة بـ
أولئك مبرءون إلى
صفوان nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة رضي الله عنهما، وجمعهما في الضمير على حد قوله تعالى:
فإن كان له إخوة والمراد: أخوان.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وفي هذا التمثيل بآية الأخوة نظر، وبحسب هذه المعاني يتقدر المراد بالضمير في "يقولون"، فتأمله. ثم وعد الله تعالى الطيبين من المؤمنين بالمغفرة عند الحساب، وبالرزق الكريم في الجنة.